وبدأ الفصل الصيفي!

بدأ هذا الأسبوع الفصل الصيفي في جامعة الملك سعود. وقدلاحظت حضور عدد لافت من الطلبة من جامعات أخرى (جامعتي المجمعة والخرج بالدرجة الأولى).

كيف أحسست بهم وأنا لا أدرس هذا الفصل؟ الجواب من كثرة مرورهم على مكتبي وطرح الأسئلة التالية:

  • معنا هذا الفصل؟ يقصد الطالب هل ستدرس بالصيف؟
  • وين الجداول؟
  • وين مكتب د. سعيد الدوسري؟ (المسؤول عن التسجيل للطلبة الغير متخصصين)
  • وين مكتب م. صالح السنيدي؟ (المسؤول عن التسجيل لطلبة قسم الهندسة الكهربائية)

ومكتب الزميلين في نفس الممر الذي فيه مكتبي

  • وين مكتب رئيس قسم الهندسة الكهربائية؟
  • وين قسم الهندسة الميكانيكية؟

مكتبي على الحدود بين القسمين

  • من يدرّس مادة الاقتصاد الهندسي؟
  • طالب جاء بجدوله يسأل كيف يفهم صياغة كتابة أرقام القاعات؟
  • طالب صادني في الدور الثاني يسأل عن قاعة 1 جـ 3، الواحد تعني الدور الأول!

أما طلابنا فخيارتهم كثيرة فعدد المواد المطروحة كبير سواء في مستوى 200 أو 300 أو 400، ولا أظن أن هذا العدد من المقررات طرح من قبل. بل من كثرتها قاموا ينتقون ما يريدون، ويتنقلون من مقرر إلى آخر!

أما الذي تخرجوا من طلابي السابقين فأجزم أنكم تبتسمون ضاحكين أنكم لستم طرفا في هذه المعمعة 🙂 أو ربما تقولون ليت كان لدينا هذه الخيارات عندما كنا طلبة الصيف الماضي؟

BBN … البداية

الأحرف الثلاثة في اسم الشركة تعود للأحرف الأولى من أسماء مؤسسي الشركة وهم ريتشيرد بولت Richard Bolt و ليو بيرانيك Leo Beranek و روبرت نيومن Robert Newman، الأولان كانا أستاذين في معهد ماستشيوس للتقنية (MIT)، والثالث كان طالبا للأول منهما. قبل أن أكمل أود أن أطلب ممن ليس لديه معرفة بالجامعات الأمريكية ألا يستحقر هذه الجامعة من اسمها كونها توصف بمعهد وليس جامعة، فعندنا في السعودية كلمة معهد في الغالب تطلق على مجموعة من الفصول تقوم بتدريس اللغة الإنجليزية أو دورات في استخدام الحاسب الآلي، وإذا كبر المعهد صار يعطي درجة الدبلوم، وأحيانا لا يكون للمعهد شهادات يقدمها إنما يكون متخصصا بإصدار بعض الدراسات والإحصائيات في مجال العلوم الإنسانية، ولا يدور بخلد سعودي لم يدرس بالخارج أن مكانا يطلق عليه معهد يمكن أن يقدم شهادة البكالريوس فضلا عن الماجستير أو الدكتوراة، هذا في السعودية.

أما في أمريكا فالوضع يختلف كثيرا، فالمعهد الذي ينتمي إليه مؤسسي الشركة على سبيل المثال هو الجهة التعليمية التي تصنف باستمرار في المرتبة الأولى على مستوى جامعات أمريكا في مجالات الهندسة وعلوم الحاسب، ويصدر عن المعهد من الكتب والأبحاث العلمية وبراءات الاختراع ورسائل الدكتوراة ما للأسف يصيب بالإحباط عند مقارنة جامعتانا به، والمعهد مشهور للكثيرين ولكن أردت فقط أن أشير له لمن لم يسمع عنه من قبل.

عودة للشركة … فقد تأسست قبل أكثر من 60 سنة وتحديدا في عام 1948 م، وكان المجال الأساسي لعملها وما زال هو إجراء الأبحاث والاستشارات العلمية لمؤسسات أخرى، غالبها جهات حكومية أمريكية، مع وجود بعض شركات القطاع الخاص إضافة إلى حكومات أجنبية. وليس من طبيعة عمل الشركة إنتاج أي منتج مما يفسر عدم شهرتها بين المستهلكين.

وكان أول مشاريع الشركة هو تصميم النظام الصوتي لقاعة اجتماع الجميعة العمومية لمنظمة الأمم المتحدة، وذلك لأن الإشارات الصوتية كانت هي التخصص العلمي لمؤسسي الشركة. توسع عمل الشركة عبر السنين، وهي الآن تعمل في مجالات عدة، ومن ضمن المشاريع التي تعمل عليها تحليل الإشارات الصوتية وتحويل الكلام المنطوق من اللغات المختلفة مثل اللغة العربية إلى كلام مكتوب ومن ثم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية،كما أن الشركة هي التي قامت بالتحليل الصوتي لمقتل الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي. ولعل أبرز إسهامات الشركة هو مساهمتها في إنشاء شبكة الإنترنت، وسأتحدث عن هذا الأمر في يومية قادمة.

ويمكن زيارة موقع الشركة على الإنترنت على هذا الرابط www.bbn.com

اليومية القادمة: عماد الدين زنكي

البداية … العمل خلال فترة الصيف

يحرص كثير من الطلبة الدارسين في الولايات المتحدة وغيرها على مختلف جنسياتهم وتخصصاتهم والدرجات العلمية التي يدرسونها على العمل خلال إجازة الصيف في إحدى الشركات أو الجهات المتميزة في مجال تخصصهم، وهو ما يعرف باللغة الإنجليزية بالإنترنشيب Internship. هناك عدة فوائد يجنيها الطالب من هذا العمل أبرزها التعلم والتدرب قبل التخرج مما يعطي للطالب بعد تخرجه فرصة أفضل للمنافسة في سوق العمل خاصة في الجهات التي تدرب فيها. أضف إلى ذلك المردود المادي الذي يأخذه الطالب من تدربه خاصة إذا كان من طلبة الماجستير أو الدكتوراة في إحدى التخصصات التقنية.

وقد تيسر لي خلال في صيف 2008 م والصيف الذي قبله (صيف 2007 م) العمل في شركتين متميزتين. الشركة الأولى التي عملت فيها صيف 2007 م هي شركة سيسكو سيستمز Cisco Systems ، والمعروفة بالدرجة الأولى بتصنيع موجهات (راوترات Routers) الإنترنت التي توجه حركة حزم المعلومات عبر الإنترنت، حتى أني أكاد أجزم أنه لا يوجد أحد منا يرسل أو يستقبل أي معلومة على الإنترنت إلا وتمر على أحد الأجهزة التي صنعتها الشركة. الشركة في السنوات الأخيرة توسعت كثيرا في مجال عملها وذلك عن طريق شراء الكثير من الشركات التقنية الصغيرة النامية التي برزت في مجالات معينة. وقد كان عملي في مقر إحدى هذه الشركات (سابقا) والواقعة في مدينة بورتسماوث Portsmouth (أو بورتسميث حسب اللهجة المحلية) بولاية نيو هماشير  New Hampshire الأمريكية والتي تقع على بعد ساعة بالسيارة شمال مدينة بوسطن Boston المعروفة، والتي تقع بولاية ماسيتشيوسيس Massachusetts العريقة. عملي في الشركة كان في مجال تطوير إصدار من منتج الشركة وهو عبارة عن برنامج يستخدم لإدارة اتصال جهاز الحاسب الآلي بالإنترنت أثناء تنقله بين الشبكات المختلفة السلكية واللاسلكية.

الشركة الثانية التي عملت فيها خلال وقت كتابتي لهذه اليوميات في صيف 2008م هي شركة أقل شهرة ولكن إسهامتها في مجال الإنترنت لا تقل عن شركة سيسكو. الشركة هي بي بي إن تكنولوجيز BBN Technologies، وتقع الشركة في مدينة بوسطن نفسها [1]. طبيعة عملي هي المشاركة ضمن فريق بحثي في أحد مشاريع الشركة المتعلقة بمجال بحث رسالتي للدكتوراة، وسأتطرق لمجال بحثي لاحقا في هذه اليوميات، وكيف يحصل الطالب على عرض للعمل خلال الصيف، إضافة لبعض المواقف والأشخاص الذين واجهتهم في الشركة. ولكن قبل كل هذا أريد أعطي نبذة عن طبيعة عمل الشركة وتاريخها، وسيكون هذا موضوع اليومية القادمة.

[1] الشركة حقيقة تقع في مدينة كامبريدج Cambridge الملاصقة لمدينة بوسطن، شأنها شأن جامعة هارفارد ومعهد ماسيتشيوسيس للتقنية فكلاهما يقعان في كامبريدج ولكن كثيرا ما تنسب لبوسطن كونها أكبر المدن الملاصقة لكامبريدج.

يوميات باحث في مهد الإنترنت – مدخل

السلسلة التي سأقدمها هي عبارة عن يومياتي خلال فترة عمليتدربي في شركة بي بي إن تكنولوجيز BBN Technologies أثناء صيف 2008 م الموافق لعام 1429 هـ، أذكر فيها ما أعتقد أنه سيكون مثار اهتمام لغيري من الطلبة والأصدقاء والزملاء والأقارب.

وتسجيل يومياتي ليست أمرا جديدا بالنسبة لي، فقد كنت أسجلها طيلة فترة دراستي بالمرحلة الثانوية والجامعية، وما زلت أحتفظ بالدفترين الذين كتبت فيهما يومياتي إلى الآن وأطالعه من وقت لآخر وأستذكر ما مضى، وسبب بدئي في تسجيل تلك اليوميات هو تشجيع أستاذ اللغة العربية إبراهيم الهلال لنا للقيام بذلك، وذكرت تفاصيل القصة في أولى يومياتي.

أما عن سبب تسجيل هذه اليوميات فيعود حقيقة لفكرة كانت أكبر منها وهي تسجيل يومياتي كطالب دراسات عليا في أمريكا. وقد بدأت فعلا بتسجيل التواريخ وعناوين اليوميات وكتابة شيء بسيط منها، ولكن لم يتيسر لي الوقت أو الهمة لكتابة باقيها، ولعل الله يبارك في الوقت.

ولأن عملي بهذه الشركة محدود المدة فاستجمعت وقتي وهمتي، والحمد لله وفقت في البدء بإخراجها. وقبل البدء أبين أني أتحدث فيها أحيانا عن بعض مفاهيم تقنية متعلقة بالإنترنت يعرفها الكثيرين من المختصين وغيرهم، ولكن حتى يستطيع الجميع فهمها، فقد صرفت بعض الوقت في مواضع بسيطة لشرحها شرحا بسيطا مختصرا يفي بغرض تقريب المفهوم، ولكن قد يجدها بعض المختصين غير دقيقة، فلذا جرى التنويه.

بقي أن أشير إلى أنه سبق لي وأن نشرت غالب مواضيع هذه السلسلة في الملتقى السعودي في الولايات المتحدة وكندا أثناء فترة عملي في الشركة، وقد لاقت استحسانا من القراء لذا أعيد نشرها الآن في مدونتي بعد المراجعة والتنقيح ليسهل الرجوع لها.

فصل أول تدريس

سلمت هذا الأسبوع الدرجات النهائية لطلاب شعبة مقرر 462 كهر: شبكات الاتصالات، وبهذا أكون أنهيت تجربتي كأستاذ مساعد لأول فصل دراسي أدرسه في قسم الهندسة الكهربائية بجامعة الملك سعود.

كانت تجربة التدريس لأول مرة منهكة وممتعة في نفس الوقت، منهكة بحكم أني أول مرة أدرس المقرر فبالتالي احتجت لساعات طويلة على مدار الفصل لإعداد المحاضرات وأسئلة الواجبات والامتحانات ووصف المشاريع، هذا طبعا غير تصحيحها كلها لـ 38 طالبا لوحدي إذ ليس معي معيد للمقرر. ولكنها كانت ممتعة من حيث تثبيت وتقوية معلوماتي في مواضيع شبكات الحاسب والاتصالات، وما زادها متعة هو تدريسي لمجموعة متميزة جدا من الطلاب … دعوني أصحح ما كتبت … مجموعة متميزة جدا من المهندسين، وذلك لأن أغلب طلاب شعبتي كانوا يدرسون فصلهم الأخير في الجامعة، إذ أنهوا دراستهم الجامعية الآن وتخرجوا من الجامعة للانخراط في سوق العمل.

قد سعدت كثيرا بطلبتي السابقين والذين ذكروني بنفسي وبزملائي عندما كنا طلابا في نفس القسم قبل سنوات مضت. رأيت تميز الطلبة من حيث ارتفاع مستواهم الدراسي، وتخرج مجموعة منهم بمراتب شرف أولى وثانية، وتمكن عدد طيب منهم من الإجابة على أسئلة الامتحانات التي تتحدى قدراتهم، وارتفاع مهارات غالبيتهم في إلقاء وشرح مشروع المقرر مع قيام بعضهم بعروض عملية (Demos) عن مواضيع في الشبكات مثل الجدران النارية (Firewalls)، واختراق الشبكات اللاسلكية، وتحليل محادثات برنامج Skype.

ومن تميز هذه الدفعة فوز أحدهم وهو المهندس طارق الشاوي في مسابقة شركة الإلكترونيات المتقدمة لأفضل مشروع تخرج، والتي تقام سنويا على مستوى قسم الهندسة الكهربائية وباقي أقسام كلية علوم الحاسب والمعلومات، تهانيّ الصادقة لك يا طارق. أما أكثر ما لفت نظري في تميز هذه الدفعة فهو مقدار التفاهم والتناغم والتعاون بينهم وذلك تحت تنسيق محورهم المهندس أحمد السحيلي الذي كان سباقا في مساعدة زملائه ونقل آرائهم لي ومشورته لي في عدد من الأمور المتعلقة بعموم الطلبة من مثل إعادة جدولة الامتحانات الفصلية الأولى والثانية وحتى النهائية إلى تحرير وتوزيع حلول أسئلة مراجعة الامتحانات بينهم.

كانت تجربة لن أنساها … وأختم تدوينتي بشكر طلبتي على ملاحظاتهم واقتراحاتهم وكلماتهم التي سطروها لي، والتي استفدت منها كثيرا وسيستفيد منها زملائهم من بعدهم … سائلا الله لهم التوفيق في حياتهم العملية.

أهلا بكم في مدوتني والتي أحكي فيها تجربتي

أهلا بكم في مدونتي والتي أطلقتها ضمن البيئة التدوينية لجامعة الملك سعود لرصد تجربتي في التدريس والبحث والعمل في جامعة الملك سعود، إضافة إلى تجرتبي أثناء دراسة الماجستير والدكتوراة في الولايات المتحدة الأمريكية.