الرحلة الطلابية العلمية لبتسبرج

سعدت بالإشراف والمشاركة بتنظيم رحلة طلابية علمية لبتسبرج (المدينة التي درست فيها الدكتوارة)، وقد نشرت صحيفة “رسالة الجامعة” تقريرا مطولا عن الرحلة. التقرير اشتمل عن تفاصيل الرحلة وتعقيبات بعض الطلبة المشاركين إضافة إلى تعقيب لي في آخر التقرير، وحيث أن التقرير يكفيني مؤونة الحديث عن الرحلة فأرفقه لكم في آخر التدوينة.

ولكن أود إضافة ثلاث تعقيبات: الأول موجه للذين تقدموا بطلب المشاركة بالرحلة ولكن لم يتم اختيارهم، وهو أنه وكان بالود أن تشاركوا جميعا بالرحلة، ولكن لأن العدد كان محدود جدا، والراغبين بالمشاركة أكثر بكثير مما يحتمل هذا العدد المحدود، وحيث أن طبيعة الرحلة علمية وأكاديمية فكان لا بد من المفاضلة على معايير أكاديمية منضبطة في اختيار أكثركم تميزا ومكافأتهم على تميزهم. ولعل من لم يتيسر له المشاركة في هذه الرحلة أن يجد فرصة أفضل منها في المستقبل القريب.

أما التعقيب الثاني فهو للمشاركين في الرحلة، وهو شكرهم على طيب معشرهم وحسن تعاونهم  أثناء الرحلة، وكذلك أود أن أشكرهم أيضا على الدرعين الضخمين الذين قدومهما لي وللدكتور خالد الدويش تعبيرا عن شكرهم لنا على تنظيم الرحلة. وكان تقديم الدرعين أثناء حفل توزيع شهادات حضور دورة تمييز الأنماط والذي أقامه القسم بحضور رئيس القسم بعد رجوعنا من السفر.

والثالث فهو للإخوة السعوديين في بتسبرج الذين يسروا لنا عددا من برامج الرحلة وهم: حسين باصي على تنسيق زيارة قسم الهندسة الكهربائية في جامعة بتسبرج، ولؤي حسناوي على تنسيق زيارة معهد العلوم والمعلومات بجامعة بتسبرج وتنظيم اللقاء بالطلاب المبتعثين السعوديين، ويحيى عسيري على المساهمة في تنسيق زيارة مصنع شركة سيمينز.

أترككم مع تقرير رسالة الجامعة

رسالة الجامعة – العدد 1035 – السبت 15 ذو القعدة 1431 هـ الموافق 23 أكتوبر 2010 م

رحلة علمية ناجحة لطلاب قسم الهندسة الكهربائية

استطلاع / فهد حمود

برعاية وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أ. د. علي بن سعيد الغامدي وبمتابعة رئيس قسم الهندسة الكهربائية أ. د. عبدالرحمن بن إبراهيم العوله وبإشراف أ. د. خالد بن إبراهيم الدويش ود.باسل السدحان، قام مجموعة من طلاب قسم الهندسة الكهربائية المتميزين برحلة علمية إلى مدينة بتسبرج الأمريكية، حضروا خلالها دورة علمية مكثفة في مجال تمييز الأنماط لمدة أسبوعين، إضافة إلى زيارة مصنع شركة سيمينز لأجهزة التحكم بالمحركات الكهربائية وكذلك حضور يوم إنتل المفتوح وزيارة جامعة كارنيجي ميلون وجامعة بتسبرج والعديد من المعامل في مجالات الهندسة الكهربائية.

فكرة الرحلة

يذكر الطالب سلطان الشيرة أن هذه الرحلة بدأت كفكرة خطرت ببال ثلاثة من طلاب قسم الهندسة الكهربائية في الجامعة قائلاً: «كانت فكرة الطلاب أنه ينبغي على طلبة القسم أن يروا الهندسة الكهربائية والتقدم التقني من أهم منابعه، وكان المنبع الذي خطر لهم هو الجامعات الأمريكية والأودية التقنية التي تتصدر منابع الإبداع التقني العالمي فكان السؤال لم لا نزورها للنهل من بعض خبراتها».

عام ونصف من المتابعة والإعداد

حمل الطلاب فكرتهم إلى رئيس قسمهم الذي أشار عليهم بصياغة الفكرة جيداً وتقديمها إلى وكيل الدراسات العليا والبحث العلمي، فما كان منهم إلا أن أسرعوا بحجز لقاء معه حيث عرضت عليه الفكرة بعد تقنينها، فرحب الوكيل بالفكرة ترحيباً كبيراً وما ذاك إلا لاهتمام الوكالة وسعيها الدائم للارتقاء بالمستوى العلمي والاستفادة من التجارب التعليمية الناجحة التي تساهم في التطور المعرفي للطلاب. وكانت الوكالة الراعي الرئيسي للرحلة مالياً وإدارياً، وحرصت على أن يستفيد الطلاب الاستفادة القصوى من هذه الرحلة.

وبذلك يكون قد بدأ مشوار الإعداد لهذه الرحلة ومن توفيق الله أن الدكتور باسل السدحان الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الكهربائية  قد عاد في تلك السنة من دراسته للدكتوراة بأمريكا ليكلّفه رئيس القسم بالتخطيط والترتيب للرحلة، فعقد اجتماعاً بالطلاب وتم اختيار مدينة بتسبرج بولاية بنسلفانيا الأمريكية لهذه الرحلة لما تحتضنه من جامعات متميزة عالمياً وشركات عالمية في مجالات الهندسة الكهربائية المختلفة.

بعدها بدأت مرحلة التنسيق والترتيب مع الجامعات والشركات الأمريكية وفي نفس الوقت مرحلة المتابعة الإدارية مع الوكالة والتي كان للأستاذ الدكتور خالد الدويش والأستاذ الدكتور عادل عبدالنور دور بارز فيها. وقد امتد ترتيب وتنسيق الرحلة لأكثر من ستة شهور من البحث والسؤال والحجز، فقد كان الهدف من الرحلة الاستفادة بقدر الإمكان من منابع الإبداع التقني وأيضا حضور دورة مكثفة في مجال من المجالات المتعلقة بالهندسة الكهربائية.

الإعلان عن الرحلة

بعد الوصول إلى حد كبير من الإنجاز في تنسيق الرحلة قرر الدكتور باسل أنه قد حان الوقت لاختيار الطلاب المشاركين فوضع إعلاناً لاجتماع طلبة القسم الذين تنطبق عليهم الشروط المحددة، فكان عدد الحضور المحققين للشروط أكثر من ثلاثين طالباً، وأعلن لهم الدكتور باسل في الاجتماع الفكرة من الرحلة وحدثهم عن أهميتها والمتطلبات التي يحتاجون إليها ووجههم إلى الإسراع في استخراج التأشيرات وانتهى الاجتماع بتسجيل بيانات التواصل معهم.

التأشيرات

بدأ الطلاب بالتقديم لاستخراج التأشيرة الأمريكية من السفارة الأمريكية وقام قسم الهندسة الكهربائية بتقديم مستند «الضمان المالي» للطلاب الذي عادة ما تطلبه السفارة الأمريكية للتأكد من قدرة المتقدم بطلب التأشيرة على دفع مصروفاته أثناء زيارته للولايات المتحدة, وتم حجز المواعيد إلكترونيا وتمت المقابلات للطلاب حتى جاء الرد لكل الطلاب بالموافقة.

أوامر الإركاب

بعد جهود كبيرة من الأستاذ الدكتور خالد الدويش والدكتور باسل السدحان في التنسيق مع الوكالة صدرت أوامر الإركاب في أواخر الإجازة الصيفية فعقد الاجتماع الممهد للطلاب الذين اختيروا وكانوا 14 طالباً متميزاً ممن أنهوا أكثر من نصف المقررات الدراسية وممن تجاوزت معدلاتهم التراكمية 4.20 من 5. وتم في الاجتماع إخبارهم بالبرنامج المعد للرحلة وأهم التنبيهات بخصوص المطارات والحقائب وتم توزيع المهام التوثيقية والتنظيمية، وبعدها أرسل محضر الاجتماع إلى جميع المشاركين مزيناً بشعار الرحلة الذي صممه أحد الطلبة المشاركين وهو سلطان الشيرة.

معالم بتسبرج

زار الطلاب الكثير من معالم بتسبرج، ومن ذلك جامعة كارنيجي ميلون المتميزة عالمياً حيث زاروا مكتبتها وقسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات ومعامل القسم وقابلوا عدداً من طلبة البكالوريوس والدكتوراه في القسم واستمعوا لعرض تقديمي عن القبول في الجامعة لمرحلة الماجستير والدكتوراه و أهم شروط القبول.

كما زاروا مركز الابتكار التعاوني التابع للجامعة الذي يشبه في فكرته فكرة وادي الرياض للتقنية، وحضروا لقاءً تعريفياً عن الدراسات العليا في قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات وتعرفوا على توجهات القسم البحثية. وحضروا لقاءً آخر في  معهد علوم المعلومات Information Science Institute التابع لجامعة بتسبرج وتعرفوا على أهم تخصصاته المتوفرة وبخاصة برنامجي الماجستير والدكتوراه في مجال الاتصالات Telecommunications.

وهذا البرنامج بدأت فكرته كبرنامج متعدد التخصصات من ضمنها الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسب والإدارة بحيث يغطي كافة ما يتطلبه العمل في هذا المجال من الجوانب الهندسية والبرمجية والأنظمة المتعلقة بصناعة الاتصالات.

إضافة إلى ذلك زار الطلاب العديد من معالم بتسبرج المهمة كمعمل إنتل للأبحاث في بتسبرج ومصنع سيمنيز لأجهزة التحكم بالمحركات والذي يعتبر الأكبر على مستوى العالم في مجاله، ومبنى جيتس هيلمان لعلوم الحاسب في جامعة كارنيجي ميلون والذي تكفلت مؤسسة بيل جيتس الخيرية بالتبرع بجزء كبير من نفقة بنائه، ومعمل CyLab المختص بأبحاث أمن المعلومات، وكذلك معمل تمييز الأنماط التابعَين لجامعة كارنيجي ميلون، ومركز التميز البحثي في مجال التعرف على ترددات الراديو RFID التابع لجامعة بتسبرج، وعددا من معالم بتسبرج الأخرى كمرتفع واشنطن الذي يطل على المدينة كاملة و بحيرة مورين وأحد الأنهار الصخرية القريبة.

دورة في مجال تمييز الأنماط

عقدت أثناء الرحلة وبمعدل أكثر من ساعتين يومياً دورة مكثفة في مجال تمييز الأنماط Pattern Recognition. ويذكر محمد الشايع أن الدورة كان لها دور فعال في زرع الثقة لدى الطلاب لمواصلة الدراسات العليا حيث إن المادة العلمية لدى الطلاب كانت كافية لاستيعاب الدورة بشكل كامل رغم أن الدورة تمثل إحدى المقررات التي تقدم لطلاب الدراسات العليا بالهندسة الكهربائية على مدى فصل دراسي كامل. و يضيف قائلا: «استفاد الطلاب من خبرة كل من مقدمي الدورة الأستاذ الدكتور كومار باجافاتولا والدكتور ماريوس سافيديس في أخذ بعض الأفكار المتعلقة بمشاريع التخرج بالإضافة إلى المجالات البحثية الحديثة ذات العلاقه بتمييز الأنماط».

لقاء طلبة الدكتوراه

التقى الطلاب بمجموعة من المبتعثين السعوديين في بتسبرج وكان معظمهم من طلبة الدراسات العليا في تخصصات الهندسة الكهربائية حيث استمعوا إلى تفاصيل جديدة في حياة المبتعثين ونصائح قيمة عما يجب أن يفكروا فيه عند رغبتهم في إكمال دراستهم والابتعاث.

وعلق الطالب عبدالله بن ناصر الهطلاني عن هذا اللقاء قائلا: «لقاؤنا بطلبة الدكتوراه كان له أثر كبير علينا جميعا حيث انهلنا عليهم بالأسئلة والاستفسارات وأخذنا آراءهم فيما لدينا من أفكار مستقبلية وبدا وكأنهم إخوة لنا أو أصدقاء نعرفهم منذ زمن».

مصنع سيمنيز لمحركات التحكم

زار الطلاب مصنع سيمنيز لأجهزة التحكم بسرعة المحركات الكهربائية. وذكر الطالب عبدالمجيد الحازمي أن شركة سيمنيز تعتبر الشركة الرائدة في هذا المجال، كما عبر عن سعادته بزيارة المصنع إذ قال: «سررت بمشاهدة ما درسته في مقررات القسم على أرض الواقع وأعجبت بمدى الدقة التي يتبناها المصنع في تصنيع أجهزته».

وقد التقى المشاركون في الرحلة بالمدير الهندسي للمصنع الذي قدم لهم نبذة عن أجهزة التحكم بسرعة المحركات التي تصنعها الشركة وطريقة عملها. وبعدها تجول الجميع في المصنع وشاهدوا مراحل التصنيع والأقسام الرئيسية للمصنع. وقد انتهت الزيارة بعرض آخر احتوى على أهم تطبيقات أجهزة التحكم التي تنتجها الشركة.

يوم إنتل المفتوح

حضر الطلاب في مركز الابتكار التعاوني يوم إنتل المفتوح حيث يعرض فيه أهم الأبحاث التي يدعمها معمل إنتل للأبحاث في بتسبرج والذي تتركز أبحاثه في مجالات الحوسبة والتحكم والإلكترونيات. والتقى الطلاب بعد المعرض بالدكتور راؤول أحد الباحثين في المعمل الذي حدثهم عن أهم توجهات المعمل وأهم ما تركز عليه إنتل وانتهى اللقاء بالإجابة على أسئلة الطلاب.

أثر الرحلة على الطلبة

علق الدكتور باسل السدحان حول أثر الرحلة العلمية على الطلاب قائلاً: «عاد الطلاب من بتسبرج بعدما اكتسبوا معارف جديدة وثقة بقدرتهم على مواصلة الدراسة والتميز في أفضل الجامعات العالمية، إضافة إلى تكوين علاقات قوية مع بعضهم البعض ومع المشرفين على الرحلة، وكان نتيجة كل هذه الثمرات ذكريات جميلة بعد رحلة ناجحة امتزجت فيها الفائدة بالمتعة، ولا يسعني بعد انقضاء الرحلة إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لوكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور علي الغامدي ورئيس قسم الهندسة الكهربائية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن العولة والأستاذ الدكتور خالد الدويش وجميع الطلبة المشاركين في الرحلة».

الطلاب المشاركون

محمد الشايع، سلطان الشيرة، عبدالمجيد الحازمي، نايف الهاجري، عبدالله الهطلاني، فهد المفوز، عبدالكريم الذويب، يزيد آل خريجة، عبدالملك الضراب، عبدالله الأصقه، عبدالرحمن الشبيب، سلطان باتيس، عمر العتيبي، مهند الفياض.