الألياف الضوئية حتى المنشأة FTTx

في مقرر شبكات الاتصالات الذي أدرسه بالجامعة أطلب من كل طالبين بحث موضوع في الشبكات لإلقاء عرض باوربوينت وكتابة مقال عنه باللغة العربية. بعد تسليم المقالات أرسل المميز منها للنشر كمساهمة في زيادة المحتوى العربي. وقد قام موقع عالم التقنية مشكوراً بنشر هذه المقالات

هذا المقال كتبه عبدالله الذواد ومحمد البقمي ونشر في موقع عالم التقنية على هذا الرابط. أترككم مع المقال.

fttx thumb الألياف الضوئية حتى المنشأة FTTx

منذ نشأة الإنترنت في السبعينات الميلادية من القرن الماضي، لم يكن هناك حاجة ملحة للسرعات العالية لنقل البيانات نظراً لاستخدامها المحدود جداً ذلك الحين. ولكن مع التطور التدريجي – الذي كان ملحوظاً بعد الثمانينات الميلادية – والتوسع الكبير منذ ذلك الحين، لم تتمكن الأسلاك النحاسية من مواكبة الطلب المتزايد على السرعات العالية لكونها تدعم سرعات بمتوسط لا يتجاوز ال 8 ميجابت لكل ثانية. لكنها استُخدِمت على كل حال نظراً لوجود بنيتها التحتية، حيث أنها في الأصل كانت تستخدم لشبكات الهاتف. التزايد المهول للحاجة لسرعات أعلى أجبر الشركات والهيئات المسؤولة للتوجه لاستخدام الاتصالات الضوئية عن طريق الألياف البصرية، أو كما تعرف بمصطلح ‘FTTx’. بدأ استخدام الألياف البصرية تجارياً عام 1997م عن طريق شركة ‘FLAG’ التي قامت بربط القارَّات ببعضها البعض بكيابل بصرية لزيادة سعة البيانات عبر القارَّات، واستمر التوسع في استخدامها حتى تجاوزت قبل بضع سنوات ربط القارَّات إلى ربط المنازل والمنشئات الخاصة عن طريق مزودي الخدمة المحليين.

قد يطرأ للقارئ العزيز السؤال التالي: كيف تعمل تقنية الألياف البصرية، وما الذي يميزها عن الأسلاك النحاسية التقليدية؟ تستطيع عزيزي القارئ أن تتخيل الألياف البصرية بصورتها البسيطة، هي عبارة عن أنبوب دقيق جداً ذو سطح داخلي عاكس، يقوم بنقل البيانات على شكل نبضات ضوئية. أما مصدر النبضات فهو مصدر ضوئي – جهاز ليزر على سبيل المثال، وهو يمثل المرسل – موجَّه بكيفية معينة بحيث يتم حقن الضوء الخارج من المصدر الضوئي داخل الأنبوب، يكون ذلك بمستويات ضوئية مختلفة لتمثيل البيانات، بحيث يقوم السطح الداخلي بعكس الإشعاع لعدة مرات حتى يصل للطرف الآخر – المستقبل – الذي يقوم باستقبال الضوء وتحويله لصيغة يفهمها جهاز الكمبيوتر- انظر الشكل 1. كما أن تقنية الألياف البصرية تتميز عن الأسلاك النحاسية بمزايا متعددة، أهمها سعتها الفائقة لنقل البيانات التي تصل إلى عشرات الجيجابت في الثانية وربما أكثر! بالإضافة لقدرتها على نقل البيانات لمسافات كبيرة جداً تصل إلى 100 كم دون الحاجة إلى مقويات الإشارة ‘Amplifiers’ على عكس الأسلاك النحاسية التي تحتاج لاستخدام مقويات لكي تستطيع نقل البيانات لمسافات بعيدة.

fttx2 thumb الألياف الضوئية حتى المنشأة FTTx

الشكل1: طريقة انتقال الضوء داخل الألياف البصرية.

الانتشار المتسارع لشبكات الألياف البصرية لم يغير نوعية الخدمات التي كانت تقدم من قبل بشكلٍ كبير، لكنه قفز بجودة الأداء لمستويات مبهرة. لك عزيزي القارئ أن تتخيل التغير بين سرعة نقل بيانات من 8 ميجابت لكل ثانية إلى 100 ميجابت لكل ثانية،وهي من أعلى السرعات المقدمة حالياً للاستخدام الشخصي، مما يعني مضاعفة سرعة الاتصال حتى 12 ضعف تقريباً، الذي بدوره سيزيد سرعات التحميل والتصفح أكثر من اثنتي عشرة مرة. وكما أن شبكات الألياف البصرية طورت جودة الخدمة، كذلك قامت بتبسيط الشبكة إلى حدٍ كبير، حيث أن شبكات الألياف استغنت عن المقسم ‘switch’ المعقد الذي يستخدم في شبكات الأسلاك النحاسية بموزع ‘splitter’ يقوم بتوزيع الضوء القادم من مركز الخدمة على جميع المنازل المرتبطة به، بحيث يقوم كل مستقبل ‘modem’ بقراءة البيانات الخاصة به عن طريق بروتوكول تحكم الوصول للوسط الناقل ‘Medium Access Control (MAC)’ الذي يمكِّن كل مستقبل من قراءة محتوى الألياف البصرية لمدة زمنية قصيرة جداً يتم تحديدها من قبلمركز الخدمة، بحيث أن هذه المدة تحتوي على المعلومات التي تخص هذا المستخدم دون غيره. مما يزيد من المستوى الأمني للشبكة ويمنع التجسس. هذا الإجراء يعد أحد أنواع الـ (MAC) ويسمى Time Division Multiple Access (TDMA) أي تعدد المستخدمين بتجزيء الوقت.

تتعدد تسمية خدمة الألياف البصرية (FTTx) بحسب نطاق التغطية. هذا التنوع – أو المسميات إن صح التعبير – مدرجة في الجدول التالي.

fttx3 thumb الألياف الضوئية حتى المنشأة FTTx

FTTH يعني أن الألياف تصل حتى سكن المستخدم، بينما FTTB تمثل وصول الألياف حتى المبنى فقط وليس الشقة أو السكن. كذلك FTTC و FTTN تعنيان أن الألياف تصل حتى أقل من 300م للأول و أكثر من 300م للثاني، هذا التنوع ينعكس بالطبع على جودة وسرعة الاتصال.

بعد كل هذه المزايا الرائعة للألياف البصرية، قد يتساءل البعض عن سبب بطئ انتشارها. يعود هذا البطئ إلى كون المعدات الخاصة بهذه التقنية مكلفة للغاية، بالإضافة لصعوبة صيانة وتركيب الألياف البصرية في حال تلفها. ولكن المعوِّق الرئيسي هو صعوبة استبدال البنية التحتية الموجودة حالياً بالبنية التحتية اللازمة لهذه التقنية، بالإضافة لعدم حاجة المستخدم العادي للسرعات العالية. هذان السببان جعلا الاتصال التقليدي عن طريق الأسلاك النحاسية مستمراً حتى يومنا هذا.

بواسطة: عبدالله ذواد الذواد – محمد فهد البقمي

تعرف على تقنية LTE

في مقرر شبكات الاتصالات الذي أدرسه بالجامعة أطلب من كل طالبين بحث موضوع في الشبكات لإلقاء عرض باوربوينت وكتابة مقال عنه باللغة العربية. بعد تسليم المقالات أرسل المميز منها للنشر كمساهمة في زيادة المحتوى العربي. وقد قام موقع عالم التقنية مشكوراً بنشر هذه المقالات

هذا المقال كتبه  يوسف الشايع وياسر الجنوبي ونشر في موقع عالم التقنية على هذا الرابط. أترككم مع المقال.

lte 1 تعرف على تقنية LTE

الـ LTE وهو اختصار لـ Long Term Evolution هو معيار من أحدث معايير الاتصالات اللاسلكية ذات النطاق العريض التي تعتمد على بروتوكول الإنترنت IP، وهي مصممة لتدعم وبشكل فعال الاتصال المبني على حزم البيانات، وتم تطويره من قبل منظمة 3GPP ليكون من ضمن معايير الجيل الرابع 4G.

تتكون شبكة الـ LTE من مكونين رئيسيين هما E-UTRAN و EPC، الـ E-UTRAN يتكون من محطات الارسال والاستقبال المتطورة أو مايسمى اختصارا بالـ eNB، وهي تختلف عما قبلها من محطات الجيل الثاني 2G والثالث 3G حيث أنها تقوم بعمليات أكثر تعقيدا من سابقتها لنقل بيانات المستخدم ومعالجتها وتحويلها والقيام ببث بعض الرسائل للتحكم، أما الـ EPC فهي تعتبر قلب الشبكة ومقر عمليات الإدارة والتحكم لها ومركز التواصل مع غيرها من الشبكات، ومن أهم الفروقات بينها وبين شبكات الجيل الثاني 2G والثالث 3G أن في 3G و2G هناك حاجة لشبكتين منفصلتين هما Circuit-switched والتي هي تستخدم لنقل الصوت و Packet-switched والتي هي تستخدم لنقل البيانات، بينما في الـ LTE لانحتاج إلا إلى شبكة واحدة هي Packet-switched المعتمدة على بروتوكول الإنترنت IP ، وهذا ماجعل الشبكة ذات بنية مسطحة مع عدد أقل من المكونات، لتتمتع بسرعة عالية.

أما عن مواصفات وأداء شبكة الـ LTE، فهي تستخدم تقنيات حديثة مثل MIMO و OFDM رفعت من أداء الشبكة بشكل كبير،فالسرعة في الـ Downlink تتراوح من 100 إلى 326 ميغابايت بالثانية؛ بحيث تعتمد على عدد الهوائيات المستخدمة في المرسل والمستقبل وكذلك طريقة التضمين، أما في الـ Uplink فتتراوح السرعة من 50 إلى 86 ميغابايت بالثانية. وأما عن نوعية البيانات المستخدمة فهي جميعها عبارة عن حزم بيانات packet switched data سواء للصوت أو الفيديو أو أي نوع من البيانات. أما عرض النطاق الترددي المستخدم فهو يتراوح من 1.25 إلى 20 ميغاهيرتز.

امتلاك شبكة الـLTE لهذه المواصفات جعلها ملائمة جدا للبيانات والوسائط اللتي تتطلب سرعات عالية، وأيضاً ملائمة لجميع التطبيقات المعتمدة على بروتوكول الإنترنت IP مثل خدمة البث التلفزيوني الرقمي باستخدام بروتوكول الإنترنت IPTV))، وكذلك نقل الصوت باستخدام بوتوكول الإنترنت VoIP))، وغيرها من الخدمات المبنية على بروتوكول الإنترنت IP.

الجدير بالذكر أن هناك معيار آخر منافس للـ LTE، أطلق منه العديد من الإصدارات، الإصدارات الأخيرة منه تدرج من ضمن معايير الجيل الرابع، وهو معيار الواي ماكس WiMAX (رمزه الرقمي 802.16 من قبل منظمة (IEEE، وهو يعتبر منافس قوي جدا للـ LTE من ناحية المواصفات التي يقدمها، إلا أن معظم شركات الاتصالات تبنت معيار الـ LTE لسهولة الانتقال له نسبيا من ناحية توفر البنية التحتية، لأنه يعتبر امتداد وتطوير لمعيار الـ GSM المستخدم حاليا، بينما الواي ماكس فأتى كنسخة مطورة واسعة النطاق للـ WI-FI.

يوسف بن صالح الشايع – ياسر بن سعد الجنوبي

بروتوكول نقل النص المتشعب (HTTP)

في مقرر شبكات الاتصالات الذي أدرسه بالجامعة أطلب من كل طالبين بحث موضوع في الشبكات لإلقاء عرض باوربوينت وكتابة مقال عنه باللغة العربية. بعد تسليم المقالات أرسل المميز منها للنشر كمساهمة في زيادة المحتوى العربي. وقد قام موقع عالم التقنية مشكوراً بنشر هذه المقالات

هذا المقال كتبه  فهد المفوز وعمر العتيبي ونشر في موقع عالم التقنية على هذا الرابط. أترككم مع المقال.

 

بروتوكول نقل النص المتشعب (HTTP)

http thumb بروتوكول نقل النص المتشعب (HTTP)

تعتمد شبكة الإنترنت في عملها على مجموعة من بروتوكولات قياسية تستخدمها الحواسيب لتبادل البيانات. ولم يكن ممكنا لشبكة الإنترنت أو لأي شبكة أخرى أن تنشأ من دون هذه البروتوكولات، وعلى الرغم من أن الشبكة تسمح بالعديد من البروتوكولات، إلا أنها تحتوي على بروتوكول أساسي يسمى بروتوكول نقل النص المتشعب HTTP (HyperText Transfer Protocol). هذه هي اللغة المتعارف عليها لنقل النصوص و الصور بين جميع أجهزة الحاسب على الإنترنت. فعندما يبدأ عنوان موقع بكلمة HTTP يعني ذلك أنك تطلب من جهازك أن يقوم بإحضار صفحة إنترنت.

لقد بدأ استخدام برتوكول HTTP في الشبكة منذ عام 1990, والإصدار الأول (HTTP/0.9) كان إصداراً بسيطاً ولكن الإصدارات التي تلتهُ (HTTP/1.0)و (HTTP/1.1) أصبحت أكثر تعقيداً.

لقد تم تصميم البروتوكول HTTP لتأمين عملية نقل ملفات HTML إلى العميل الذي طلبها، وتمثل HTML لغة تقوم بعملية إنشاء للملف المتشعب Hypertext, حيث إن الملف المتشعب Hypertext document يحوي ارتباطات إلى ملفات أخرى تحتوي على معلومات إضافية عن الموضوع. وبالتالي عندما يستقبل مستعرض الشبكة ملف HTML، فإن هذا الملف يترجم ويحلل، فإذا كان يحوي ارتباطات أخرى فإنها تطلب من جديد. وعند الحصول عليها تتم عملية تنسيق لكامل الملف للحصول في النهاية على صفحة الإنترنت المتعارف عليها، ومن الممكن أن تقود هذه الارتباطات إلى ملفات صوتية أو صور أو مقاطع فيديو أوغيرها.

إن البروتوكول HTTP مبني على أساس طلب واستجابة ((Request-Response، حيث يطلب العميل البيانات من الخادم في صورة رسالة تسمى هذه العملية طلب ( (Requestثم يفسر الخادم هذه الرسالة ويرد على العميل برسالة وتسمى هذه العملية استجابة (.(Response حيث يقوم العميل بتأسيس وصلة مع الخادم ويرسل الطلب ضمن هذه الوصلة، وبدوره يقوم الخادم بالاستجابة لهذا الطلب بسطر الحالة Status line والذي يحوي نسخة البروتوكول HTTP المستخدمة ورمز لفشل أو نجاح العملية ومن ثم بعض الترويسات عن الخادم والاستجابة ومن ثم محتوى الرسالة.

يمكننا تقسيم عمل البروتوكول HTTP إلى أربع مراحل وهي:
– إنشاء الوصلة ((Connection مع الخادم.
– إرسال الطلب إلى الخادم.
– استلام الاستجابة من الخادم.
– إغلاق الوصلة.

يعد برتوكول HTTP من الطبقة الخامسة وهي طبقة التطبيقات. يعتمد برتوكول HTTP على برتوكول TCP/IP في إرسال البيانات والمنفذ الرئيسي هو 80 كما يمكن استخدام منافذ أخرى. كما أن البروتوكول HTTP في النسخة (HTTP/1.0) هو بروتوكول عديم الحالة ((Stateless, ويعني ذلك أنه لا يحافظ على حالة الوصلة، فعلى فرض أنه تم طلب صفحة ويب تحتوي على صورتين فإنه عملياً يتم إنشاء ثلاثة وصلات (Connections) الأول من أجل صفحة HTML والثاني من أجل الصورة الأولى والثالث من أجل الصورة الثانية، حيث تأتي الارتباطات التي تدل على تلك الصور من خلال ترجمة نص HTML في مستعرض الشبكة المستخدم عند العميل، أما في النسخة ((HTTP/1.1 تتضمن نوعاً من الربـط يسـمى الوصـلة الدائمةPersistent Connection) ) فتستخدم الوصلة نفسها لأكثر من طلب في وقت واحد, ولقد حققت الوصلة الدائمة العديد من الفوائد ومن أهمها الحد من عدد الوصلات المنشأة على البروتوكول TCP.

يحتوي الطلب في بروتوكول HTTP على عدة طرق يشار لها بطرق البروتوكول (HTTP Methods)، ومنها:

GET: طلب عرض, وهو أكثر وسيلة مستخدمة اليوم على الشبكة.
HEAD: تطلب رداً مطابقاً لذلك الذي يرجعه طلب GET، ويفيد هذا في الحصول على معلومات عن المطلوب دون نقل على كامل المحتوى.

POST: تستخدم لإرسال معلومات من العميل إلى الخادم, حيث ترسل هذه المعلومات ضمن جسم الرسالة (body).
PUT: لتحميل المعطيات إلى الخادم.
DELETE: تطلب من الخادم حذف المصدر المحدد.
TRACE: تسمح للعميل بإمكانية معرفة عدد المرات التي طلبت فيها هذه الرسالة من قبل الخادم.
OPTION: تستخدم لمعرفة الميزات التي يتمتع بها خادم الشبكة.

لكن هذا لا يعني أن بروتوكول HTTP هو البروتوكول الوحيد الذي يمكنك استخدمه في متصفحك؛ لأنه في الواقع هناك أكثر من بروتوكول يمكنك استخدامه منها (File Transfer Protocol)FTP الذي يعني بروتوكول نقل الملفات. فعندما تبدأ عنوان الموقع به فأنك تخبر جهازك بأنك على وشك تنزيل ملفات من صفحة الإنترنت.

فمما عرضناه في المقال يتضح لنا أهمية بروتوكول نقل النص المتشعب, وأنه بروتوكول واسع الاستخدام بسبب أن المستخدم لا يستطيع بدونه عرض صفحات الشبكة.

فهد المفوز – عمر العتيبي

بروتوكولات البريد الإلكتروني

في مقرر شبكات الاتصالات الذي أدرسه بالجامعة أطلب من كل طالبين بحث موضوع في الشبكات لإلقاء عرض باوربوينت وكتابة مقال عنه باللغة العربية. بعد تسليم المقالات أرسل المميز منها للنشر كمساهمة في زيادة المحتوى العربي. وقد قام موقع عالم التقنية مشكوراً بنشر هذه المقالات

هذا المقال كتبه  فراس الموسى وسامي الرشيد  ونشر في موقع عالم التقنية على هذا الرابط. أترككم مع المقال.

 

 

بروتوكولات البريد الإلكتروني

يُعدُّ البريد الإلكتروني في زمننا الحالي وسيلةً للتواصل لا غنى عنها، وهو أحد أهم ثمار الثورة التقنية خلال العقود الماضية، وقد أحدث بعد ابتكاره قفزة هائلة في عالم الاتصالات الرقمية، متخطياً بذلك حواجز الزمان والمكان، فأصبح تناقل المعلومات وتواصل الناس فيما بينهم أمراً في غاية السرعة والبساطة.

بدأ البريد الإلكتروني فعلياً حيّز التنفيذ عام 1971 م حين أرسل “Ray Tomlinson”  (والذي يعتبر المطور الأول لبرامج البريد الإلكتروني) أول رسالة إلكترونية عبر التاريخ احتوت على مجموعة حروف عشوائية وذلك في مقر شركته BBN – بالولايات المتحدة الأمريكية-.

حين ذاك، كان استخدام البريد الإلكتروني ضعيفاً نظراً لمحدودية المستخدمين وقلة عددهم، وذلك قبل ظهور الإنترنت الحديثة التي ضمت ملايين المستخدمين في شتّى أنحاء العالم وأصبح معها هذا التطبيق يشكّل عصب التواصل عبر الشبكة العنكبوتية.

كيف يعمل البريد الإلكتروني ؟ وما المقصود ببروتوكولات البريد ؟

قبل أن نتحدث عن آلية عمل البريد الإلكتروني، ينبغي أن نعرف ما معنى “بروتوكول”؟ المقصود بالبروتوكول هو مجموعة الضوابط والقوانين التي تعمل على تنظيم عملية ما، وباستخدام هذه البروتوكولات نستطيع تنظيم عملية الاتصال وإرسال رسائل البريد الإلكتروني بين المستخدمين. ويمكننا تصنيف بروتوكولات البريد الإلكتروني إلى ثلاث بروتوكولات أساسية. وهي: POP, IMAP, SMTP . ويستخدم البروتوكول SMTP في إرسال الرسائل بينما يستخدم بروتوكولي POPو IMAPفي استقبال رسائل البريد الإلكتروني كما هو موضح في الشكل 1.

email بروتوكولات البريد الإلكتروني

شكل 1 : استخدامات بروتوكولات البريد في استلام وإرسال الرسائل.

البروتوكول الأول: Simple Mail Transfer Protocol ( SMTP )

وهذا البروتوكول هو المسئول عن إرسال الرسائل وتوجيهها إلى المستقبل المحدد، حيث أن الغالبية العظمى من خادمات البريد تستخدم هذا البروتوكول في الإرسال. ويستخدم البروتوكول TCP/IP لنقل البيانات من خلال المنفذ 25 .

يعيب هذا البروتوكول ضعف خصائص الضبط والحماية مما يؤدي إلى كثير من الرسائل الضارة والمزعجة حيث يمكن المستخدم من إرسال البريد الإلكتروني دون طلبٍ لاسم المستخدم أو كلمة المرور.

البروتوكول الثاني: Post Office Protocol ( POP )

وهذا البروتوكول مخصص لاستقبال الرسائل حيث يقدم طريقة سهلة وبسيطة للوصول للبريد، بحيث يسمح هذا البروتوكول للمستخدم بتنزيل جميع الرسائل إلى جهازه ومن ثم قراءتها، مع إمكانية حذفها نهائياً من الجهاز الخادم (server)، وهو مناسب للمستخدمين ذوي الاتصال الضعيف أو المتقطع أو ذو التكلفة العالية، لأنه يمكّنهم من تصفح الرسائل في حالة عدم الاتصال بالإنترنت. ويمكننا تشبيه عمل الجهاز الخادم بعمل مكتب البريد الذي يحتفظ بالرسائل بشكل مؤقت حتى يأتي صاحبها لاستلامها.

وهذا البروتوكول هو الأقدم والأكثر استخداماً حيث يعمل على جميع برامج البريد، وهو الآن في إصداره الثالث (POP3) ويتم نقل البيانات هنا عبر البروتوكول TCP/IP من خلال المنفذ 110 .

البروتوكول الثالث: Internet Message Access Protocol ( IMAP )

وهذا البروتوكول هو الأحدث وهو أيضاَ مخصص لاستقبال الرسائل. حيث يسمح للمستخدم بالدخول إلى الخادم واختيار الرسائل التي يرغب في قراءتها والاطلاع عليها وتحميلها مع بقاءها على الخادم دون حذفها ودون الحاجة لتنزيلها جميعاً (على عكس ما هو معمول به في POP) ، ويمكننا هنا تشبيه عمل الجهاز الخادم بمكتب البريد الذي يحتفظ بالرسائل، ولكن حين يرغب صاحب الرسالة بقراءتها فإنه يأتي للمكتب في كل مرة (عملية صعبة في عالمنا الواقعي، ولكنها سهلة في العالم الرقمي) لذلك فهو مناسب للذين يملكون اتصال جيد ومستمر بالإنترنت.

نستخدم في وقتنا الحالي الإصدار الأخير منه وهو IMAP4، وتتم عملية نقل البيانات عبر البروتوكول TCP/IP  من خلال المنفذ 143 .

ما الفرق بين بروتوكولي POP و IMAP ؟

الشكل 2 يوضح الفرق الأساسي بين هذين البروتوكولين هو أن الرسائل تبقى على الخادم بعد تحميلها في بروتوكول IMAP وحذفها من الخادم في بروتوكول POP ما لم يقم المستخدم باختيار عدم حذفها ، وغالباً ما يفضل المستخدم بقاءها من زوالها.

imap thumb بروتوكولات البريد الإلكتروني pop thumb بروتوكولات البريد الإلكتروني

.POP و IMAP شكل 2 : الفرق بين بروتوكولي

ويتميز بروتوكول IMAP كذلك بعدة مزايا أيضاً، كالبحث في الرسائل الموجودة على الخادم وإمكانية الوصول للبريد من عدة أطراف (جهاز العمل، جهاز المنزل، الجوال …) ، مع إمكانية تقسيم الرسائل على عدة صناديق بريد، إضافة إلى أنّ الرسائل عبر هذا البروتوكول أدعى للحفظ خصوصاً عند المحافظة على أخذ النسخ الاحتياطية (Backup) بشكل مستمر.

وبذلك نكون قد استعرضنا أهم البروتوكولات المستخدمة في إرسال البريد الإلكتروني واستقباله.

ختاماً, فلا ننسى البروتوكول  HTTP  إذ هو في حقيقته لا يعد من بروتوكولات البريد الإلكتروني، ولكنه يظل أداة مهمة لكثير من المستخدمين للوصول إلى حساباتهم البريدية عبر برامج التصفح المعروفة (Internet explorer, Firefox, Chrome  .. وغيرها).

فراس الموسـى – سامي الرشيـد

طلاب جامعة كارنيجي ميلون .. أبطال العالم!

أواصل الحديث عما تحدثت عنه مانويلا فيلوسو الأستاذة في كلية علوم الحاسب بجامعة كارنيجي ميلون عن إنجازات فريق جامعة كارنيجي ميلون في بطولات كأس العالم لكرة القدم للروبوت، والتي تعرف باللغة الإنجليزية بـ Robot Soccer World Cup أو اختصاراً Robocup. فما هي هذه البطولة؟ [1]

هي بطولة سنوية عالمية بدأت في التسعينيات الميلادية، تشارك فيها جامعات مختلفة بتصميم روبوتات لتلعب لعبة كرة القدم ضد البعض، والهدف من البطولة هو تنمية البحث والتعليم. وتتكون البطولة من عدة مستويات بناء على حجم الروبوت، وتهدف البطولة مع حلول عام 2050م -حسب ما هو مذكور في موقع البطولة- إلى تصميم وتصنيع فريق كامل من الروبوت المتكامل الشبيه بالإنسان بحيث يلعب مباراة أمام بطل كأس العالم حسب قوانين الفيفا، ليس هذا فحسب بل يفوز في تلك المباراة! يبدو هدف خيالي ومجنون خاصة فيما يتعلق بهزيمة بطل كأس العالم. ربما يستطيع الفريق هزيمة بطل كأس آسيا في تلك السنة .. من يدري؟

عودة لحديث مانويلا، تحدثت وكأنها معلق رياضي لا أستاذة جامعية خاصة عندما تعرض أهداف الفريق، وبعد كل هدف تقول بوووم، وبدأت تتحدث عن فريق جامعتي واسمه CMDrangons تنينات كارنيجي ميلون [2]، والذي يتكون من أساتذة وطلبة من قسم الروبوتات في كلية علوم الحاسب. وكيف أننا أبطال العالم خلال عامي 2006 و2007م في بطولة الروبوتات الصغيرة الحجم. وأرتنا بعض اللقطات. وبدأت تشرح كيف أنه خلال البطولة في عام 2006م برمجموا الروبوت بحيث إذا واجه حائط صد أمامه عند تسديد الكرة، يمررها إلى زميله الروبوت الآخر .. وبوووم يسجل هدف! ثم شرحت أن هذا التكتيك أصبح مستخدماً من الفرق الأخرى في البطولة التي تلتها وذلك أن الهدف من البطولة ليس التنافس بقدر ما هو التعلم، ولذا فإن كل ما يقوم به الفريق من تصميمات وما يكتب من برامج ينشر للآخرين . ثم شرحت أنه في بطولة 2007م برمجوا الروبوت بحيث يرجع للوراء حتى يستلم الكرة المناولة له من قبل زميله الروبوت الآخر، وقالت أنه في تلك البطولة وأثناء مباراتهم النهائية انتهى الوقت الأصلي بالتعادل أمام فريق من جامعة في تايلاند، ولجؤوا لركلات الترجيح، وفاز فريق التنينات عن جدارة واستحقاق. ثم واصلت حديثها وكيف أن غالب الفرق عندما تعرض لقطات فيديو لمبارياتها تحتاج إلى تسريع التشغيل تجنباً لملل المشاهد، بينما في مباريات فريقنا فيحتاجون إلى إبطاء التشغيل حتى يستطيع المشاهد متابعة مجريات المباراة، فكم هو جميل أن يقولب التعليم والبحث العلمي بقالب تنافسي مرح.

بعدها ذكرت أن البطولة القادمة ستكون الشهر القادم (خلال عام 2008م) في الصين وأنها على الرغم من رغبتها بالحديث عن التكتيك الذي سيتبعه فريق التنينات إلا أنها لن تتحدث عنه. ولكني أخبركم أن فريق تنينات كارنيجي ميلون وصل للمبارة النهائية ولعب ضد نفس الفريق من تايلاند، وانتهى الوقت الأصلي كذلك بالتعادل، ولجؤوا مرة أخرى لركلات الترجيع ولكن خسر فريق التنينات هذه المرة ولكن بشرف! [3]

بعد انتهاء لقاء الخرجين خرجنا للعشاء، ثم ذهبنا لألجيرز كافيه وقضينا الليلة هناك، ولم أمل من ذلك المقهدى رغم أني قضيت فيه صباح ذلك اليوم مع مشرفي جوزيه.

[1] موقع Robocup: http://www.robocup.org
[2] موقع CMDrangons: http://www.cs.cmu.edu/~robosoccer/small
[3] يمكن مشاهدة لقطات لمباريات الفريق في موقع اليوتيوب على هذه الروابط:

اليومية القادمة: لا يوجد .. فهذه آخر يومية في “يوميات باحث في مهد الإنترنت” والتي في طريقها الآن للنشر بإذن الله

وتبقى الصلة بعد التخرج

تحرص الجامعات الأمريكية على عدم انقطاع الصلة بينها وبين طلبتها الذين تخرجوا منها وذلك عن طريق توفير خدمات للذين تخرجوا من جامعاتها، وتتمحور هذه الخدمات حول بناء علاقات بين الطلبة السابقين أنفسهم من جهة وبينهم وبين الجامعة من جهة أخرى. هذه العلاقات تتيح للطلبة المتخرجين الاستفادة من بعضهم البعض في سوق العمل، وتفيد كذلك الطلبة الذين على وشك التخرج للحصول على وظيفة مناسبة لهم من خلال تواصلهم مع من سبقهم من الطلبة، كما أن الجامعة تستفيد من إبقاء علاقتها مع طلبتها السابقين من خلال التبرعات المادية أو العينية التي يقدمونها للجامعة أو من خلال الجانب الدعائي للجامعة إذا أصبح أحدهم من المشهورين إعلامياً أو سياسياً أو من البارزين في مجال تخصصهم.

أما عن كيفية بناء هذه العلاقات والمحافظة عليها، فتكون عن طريق إقامة الاحتفالات السنوية في مقر الجامعة والتي يدعى لها الخريجون، أو من خلال تنظيم المناسبات الاجتماعية في عدد من المدن المختلفة. ولأن بوسطن من المدن الكبيرة في الولايات المتحدة فإن جامعة كارنيجي ميلون تقيم فيها بشكل مستمر مناسبات اجتماعية لطلبتها السابقين، خاصة وأن بوسطن تحتضن الكثير من الشركات العاملة في مجال الأبحاث العلمية والتطبيقية إضافة لشركات أخرى تعمل في المجالات التقنية.

وقد حضرت أثناء فترة عملي في شركة بي بي إن مناسبتين اجتماعيتين، الأولى أقيمت في منزل أحد الخريجين والمطل على البحر، والملفت أن هذا الخريج تخرج من الجامعة قبل أن يولد غالب الحضور، إذ تخرج عام 1954م، وتخيلوا أنه ما زال لديه شعور الانتماء للجامعة. شخص آخر رأيته ذلك اليوم تخرج من الجامعة عام 1959م وهو عضو في مجلس أمناء فرع جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أو شيء قريباً من ذلك (إذ لا أذكر)، وكان يلبس قميصاً مكتوب عليه اسم فرع الجامعة في قطر إضافة إلى عبارة مكتوبة باللغة العربية وهي “بالعمل ينبض قلبي”، وهي مقولة كان يقولها مؤسس الجامعة الأصلية في مدينة بتسبرغ رجل الأعمال أندرو كارنيجي، والمقولة باللغة الإنجليزية هي “My Heart is in the Work”.

أما المناسبة الثانية فقد كانت مخصصة لخريجي قسم هندسة الكهرباء والحاسب وخريجي كلية علوم الحاسب، وقد أقيمت هذه المناسبة في الدور العلوي في متحف العلوم في بوسطن، وذلك في قاعة تطل على منظر جميل وخلاب، إذ كنا نرى معالم مدينتي بوسطن وكامبريدج ونهر تشارلز الذي يفصل بينهما. وهي نفس القاعة التي أقيمت فيه نفس المناسبة في العام الذي قبله، والتي حضرتها كذلك عندما كنت أعمل في شركة سيسكو على بعد ساعة شمال بوسطن.

وقد حضر معي لهذه المناسبة في متحف العلوم أخي ناصر والذي كان يزورني، إضافة إلى زميلي في القسم زياد البواب من لبنان والذي كان يعمل في الصيف في مركز الأبحاث التابع لشركة ميتسوبيشي وزميلنا السابق في القسم عمار السيد من السودان والذي يعمل في شركة ماث وركز [1]. كما كان من بين الحضور مشرفي على بحث الدكتوراة جوزيه مورا الأستاذ في قسم هندسة الكهرباء والحاسب وزوجته مانويلا فيلوسو الأستاذة في كلية علوم الحاسب. وقد تحدث جوزيه في الاجتماع عن الجامعة وعن علاقاتها بمؤسسات وجامعات في بلدان أخرى مثل قطر واليونان والبرتغال واليابان. هذا التوسع من الجامعة في علاقاتها خارج الولايات المتحدة على الرغم من أنها أكثر تميزاً من الناحية العلمية والبحثية من المؤسسات والجامعات في تلك الدول يبرز أهمية ألا تعزل جامعة نفسها عن باقي العالم خاصة وإن كانت تعقد العلاقات مع من هو أكثر تميزاً منها.

ثم تحدثت بعده زوجته مانويلا وكان حديثها عن أمرين، الأول عن مبنى مركز جيتس (نسبة لبيل جيتس وزوجته ميلندا) الذي يبنى حالياً في الجامعة [2] وذلك لأنها أحد المشرفين على المشروع، وسبب تسمية المبنى على جيتس (مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت) راجع لسبب بسيط وهو أن مؤسسته هو وزوجته الخيرية تبرعت بمبلغ 20 مليون دولار لبناء المبنى. وتجدر الإشارة إلى أن تبرع الأثرياء ورجال الأعمال الأمريكيين بمبالغ ضخمة جداً على هذا النحو أمر طبيعي، إذ خلال فترة تواجدي في الولايات المتحدة سمعت عن ثلاث حالات مماثلة في جامعات مختلفة، أحدها في جامعتي إذ تبرع رجل الأعمال ديفيد تيببر بمبلغ 55 مليون دولار لكلية إدارة الأعمال شريطة أن تسمية الكلية باسمه، وقد حثه على التبرع أستاذه السابق بالكلية والذي أصبح عميدها فيما بعد بهذا التبرع [3]. كما أني قرأت في خبر أن الأمريكيين أكثر تبرعاً بأموالهم من الأوروبين، وسمعت أنهم لا ينظرون بكثير من التقدير لأصحاب الثروات إذا كان مصدر ثروتهم ما ورثوه عن والديهم، وذلك لأنهم يعززون من قيمة استقلال الفرد وبناء نفسه بنفسه، بما في ذلك أن يحصل على ثروته بنفسه، ومثال واضح لذلك هو حرص الفتى أو الفتاة حال تخرجه من المدرسة على السكن وحده خارج بيت والديه. قد يستغرب المرء العربي هذه الاستقلالية لدى الأمريكيين في بعض الأحيان، إذ نحن نعزز من أهمية الترابط بين أفراد الأسرة، والابن فضلاً عن البنت يستمر في السكن مع والديه إلى أن يتزوج أو يغادر مدينة والديه للدراسة أو العمل، هذا إذا لم يستمر في السكن مع والديه بعد زواجه. ولست هنا أفضل قيم الأمريكيين على قيم العرب، إنما أقارن بينهم فحسب، وأعتقد أن خير الأمور الوسط بحيث لا نغلب قيمة على أخرى فتطغى عليها.

أما الأمر الثاني الذي تحدثت عنه مانويلا فهو عن إنجازات فريق جامعة كارنيجي ميلون في بطولات كأس العالم لكرة القدم للروبوت. فما هي هذه البطولة؟ وما قصة جامعتي معها؟ سيكون هذا حديثنا في اليومية القادمة ..

[1] سبق الحديث عن شركة ماث وركز في يومية فنادق الإمارات وشركة MathWorks.
[2] تم افتتاح المبنى لاحقاً بتاريخ 22/9/2009م.
[3] بعد انتهائي من الدراسة وعودتي لجامعة الملك سعود قام رجل أعمال آخر بالتبرع لجامعة كارنيجي ميلون بمبلغ فلكي وذلك في شهر سبتمبر من عام 2011م، حيث قام بيل ديتريتش بالتبرع بملبغ 265 مليون دولار للجامعة! ويعد هذا أكبر تبرع حصلت عليه الجامعة في تاريخها ومن أكبر عشر تبرعات قام به فرد لجامعة أمريكية خاصة. وقد قامت الجامعة كتقدير له بتسمية كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية باسم والدته. ثم قام ديتريتش في نفس الشهر من ذلك العام بالتبرع بمبلغ 125 مليون دولار لجامعة بتسبرغ، وتقديراً لذلك قامت الجامعة بتسمية كلية الآداب والعلوم باسم والده. وبعدها قام بالتبرع بعدد من الملايين لعدة جامعات ومؤسسات في مدينة بتسبرغ بلغ مجموع تبرعاته 85.6 مليون دولار ودفعت لإحدى عشر جامعة ومؤسسة. الملفت في الأمر أن المتبرع توفي بعد أقل من شهر من تبرعه الأول. وقد بلغ مجموع تبرعاته قرابة النصف مليار دولار وبهذا يكون مثالاً نادراً لرجال أعمال سخي وبار بوالديه يجدر بكثير من رجال الأعمال في المنطقة العربية أن يحذوا حذوه.

 

اليومية القادمة: طلاب جامعة كارنيجي ميلون .. أبطال العالم!

مشرفي وعلاقته بكامبريدج والقهوة العربية

كانت اليومية السابقة آخر يومية لي في الشركة، وستكون اليوميات المتبقية حول جامعة كارنيجي ميلون ولكن في نفس الوقت خلال الفترة التي قضيتها في بوسطن.

سأتحدث اليوم عن مشرفي لبحث الدكتوراة في الجامعة وعلاقته هو وعائلته العلمية بمدينة كامبريدج Cambridge. فهو يكثر التردد على كامبريدج، ومن أسباب ذلك أنه وقتها كان ابنه الأصغر يدرس في جامعة هارفارد في تخصص الفلسفة، وكان ابنه الأكبر يدرس ماجستير إدارة الأعمال (MBA) في جامعة هارفارد أيضا وسبق له الدراسة في نفس الجامعة والتخرج منها قبل سنوات من قسم علوم الحاسب. وفوق هذا فمشرفي نفسه أنهى الدكتوراة عام 1975 م من معهد ماسيتشيوسيس للتقنية بمدينة كامبريدج. وسبق له ولزوجته قبل سنة وأن طلبا تفرغ علمي لمدة سنة من الجامعة للعمل في كامبريدج. وزوجته بالمناسبة دكتورة أيضا في نفس الجامعة (جامعة كارنيجي ميلون) ولكن في كلية علوم الحاسب. وقد عمل في سنة التفرغ في معهد ماسيتشيوسيس للتقنية، وعملت زوجته في جامعة هارفارد. إضافة إلى ذلك فإن زوجته لها اتصال بشركة بي بي إن التي كنت أعمل فيها، إذ أن أحد أبحاثها له علاقة بعمل الشركة.

هذا عن علاقة هذه العائلة بمدينة كامبريدج، ولكن ماذا عن مشرفي نفسه ..

أما عن اسمه فهو جوزيه مورا José Moura وأما عن بلده فهو برتغالي الأصل. وإضافة لعمله كأستاذ في قسم هندسة الكهرباء والحاسب فكان وقتها رئيس الجمعية الفرعية لتحليل الإشارات بجمعية مهندسي الكهرياء والإلكترونيات IEEE لدورة عامي 2008 و 2009 م، وهو منصب تطوعي كبير يجعل منه شخصية معروفة لأساتذة الجامعات والباحثين في هذه المجال. والجميل في جوزيه هو تواضعه رغم كبر سنه ومنصبه وخبرته، ومن ذلك أنه يطلب منا نحن طلبته مناداته باسمه الأول جوزيه. والأمر الآخر الجميل في جوزيه هو رغم أنه يعمل في الجامعة منذ أكثر من 20 سنة إلا أنه دائم التواصل مع بلده الأم البرتغال ويزورها سنويا على الأقل لمدة أسبوعين هو وزوجته مانويلا فيلوسو Manuela Veloso، والتي بالمناسبة كانت أحد طلبته في مرحلة الماجستير عندما كان يدرّس في إحدى الجامعات في البرتغال.

ومن تعلقه ببلده أنه يدير برنامج مشترك بين الجامعة وحكومة البرتغال بميزانية قدرها 100 مليون دولار بهدف التعاون المشترك في مجالي التعليم والبحث مع 12 جامعة برتغالية. البرنامج يوفر منح دراسة كاملة للطلبة البرتغاليين المتميزيين في مرحلتي الماجستير والدكتوارة ويقدم برنامج دراسة مشترك بين جامعة كارنيجي ميلون وعدد من جامعات البرتغال.

أثناء عملي في شركة بي بي إن، وفي الصيف الذي قبله أثناء عملي في شركة سيسكو في ولاية نيو هامشير والتي كانت تقع على بعد ساعة من كامبريدج، كنت على تواصل مع جوزيه بخصوص بحثي وذلك عن طريق اللقاءات الشخصية. وكان جوزيه في العام الماضي وفي كل مرة نلتقي فيها يصف لي مقهي أو مكان معين في مدينة كامبريدج لنتقابل به، أما هذه السنة فقد اختار مكانا مناسبا وصرنا نلتقي فيه كل مرة، وكان اللقاء الأول في إجازة نهاية الأسبوع وتحديدا صباح يوم السبت. وكان اسم المقهى Café Algiers كافيه ألجيرز بالقرب من جامعة هارفارد، و Algier هو الاسم الفرنسي للجزائر، فالمقهى عربي وصاحبه فلسطيني.

ما يعجب جوزيه في هذا المقهى هو قهوته العربية، مع ملاحظة أنها ليست مثل القهوة السعودية ولكنها ما نسميها في السعودية بالقهوة التركية، وهي منتشرة في البلدان العربية الأخرى. أما ما يعجبني في المقهى فهو تصميمه، فهو يذكرني بتصميم المقاهي التي كنت أراها في بعض المسلسلات المصرية عندما كنت صغيرا. المقهى عبارة عن دورين، الطاولات التي فيه صغيرة متقاربة، الأثاث كله بما في ذلك الطاولات والكراسي والمصابيح والجدران ذات طراز عربي شعبي، المشروبات الساخنة العربية على قائمة الطعام متنوعة، ربما الشيء الوحيد الذي ينقص المكان لعبة الطاولة التي كان يلعبها مرتادو المقاهي في المسلسلات المصرية. ومن شدة إعجابي بالمكان زرته بعدها خلال فترة عملي في كامبريدج ثلاث مرات، أولاها كانت في نفس الليلة مع اثنين من الأصحاب.

بعد انتهائنا من الحديث عن بحثي وعلاقته بالبحث الذي أقوم به في الشركة، قلت له سأراك بعد قليل في لقاء الخريجين في متحف العلوم.

فما هو لقاء الخريجين؟ سيكون هذا حديثنا في اليومية القادمة ..

اليومية القادمة: وتبقى الصلة بعد التخرج

عندما يضيق بك بلدك ويتسع لك غيره من البلدان!

نشر أصل هذه اليومية كمقال بعنوان نظام الإقامة يصعّب على الأساتذة العرب العمل في السعودية في صحيفة الوطن السعودية – العدد 2905 – تاريخ 1429/9/12 هـ الموافق لـ 2008/9/12 م

أتحدث عن أستاذ جامعي استضافته الشركة من إحدى الجامعات الأمريكية لإلقاء محاضرة عن أبحاثه في مجال أمن الشبكات، والتي تفاعل معها الباحثون والباحثات في الشركة قبل بدايتها بالحضور، وأثناءها بمتابعتها، وبعدها من خلال الأسئلة التي انهالت عليه.

ما لفت نظري في الأستاذ الجامعي ليس منصبه الوظيفي، أو حبه لما يقوم به، أو المواضيع العلمية التي تطرق لها، وإن كانت هذه كلها مما يلفت النظر، ولكن ما لفت نظر شخص مثلي أن الأستاذ الجامعي ولد ونشأ وترعرع في مدينتي.. الرياض، بل إن والديه ما زالا يقيمان هناك. كما أنه أنهى دراسته الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمدينة الظهران في مجال هندسة الحاسب، وعمل بضع سنوات في إحدى الشركات الخاصة في الرياض.

فما الذي إذاً جعل هذا الأستاذ سعودي الولادة والنشأة والثقافة واللهجة والانتماء، بل وسعودي الاسم والهيئة يقضي سنواته العشر الأخيرة في أمريكا بعد إنهائه لدراسة درجتي الماجستير والدكتوراة في مجال علوم الحاسب؟

الجواب ببساطة أنه ليس سعودي الجنسية!

فالأخ ممن هاجر والداه وباقي أفراد عائلته من قطاع غزة إلى الرياض وذلك في الستينيات الميلادية. ولكن لم يتيسر لوالديه أو أي أحد إخوته الحصول إلى الآن على الجنسية رغم هذه السنوات الطويلة.

تعرفت على صاحبنا أكثر من خلال دعوته لتناول طعام العشاء معي ذلك اليوم، ولبى دعوتي وخرجنا سوية لمطعم بحري مشهور في بوسطن واسمه ليجيل Legal، وبوسطن بالمناسبة مشهورة بالمأكولات البحرية.

الدكتور أكمل العقد الرابع من عمره حديثا ويعمل كأستاذ مشارك في قسم علوم الحاسب في جامعته، وتبين لي أنه يزور السعودية بصفة شبه سنوية، وغالب هذه الزيارات تكون لإلقاء دورات وورش عمل في جامعته التي تخرج منها (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) والتي يحضرها أحيانا أحد الدكاترة الذين درسوه في الجامعة عندما كان طالبا. كما أن من أسباب زيارته المتكررة للسعودية بطبيعة الحال هو زيارة والديه وأقاربه في الرياض.

تحدثت مع صاحبنا حول موضوعات متعددة، من ضمنها مجال بحثي في الشركة، والذي أبدى سعادته أن شخصا من منطقتنا العربية يبحث في مجال الحماية من شبكات الروبوت [1]. كما تحدثنا عن أبحاثه وبعض من طلبته، ثم عرجنا على المؤتمرات العلمية في مجال شبكات الحاسب وأمن المعلومات وذكر لي بعض المؤتمرات والتي نصحني بالحرص على النشر فيها، كما تبين لي أيضا أنه سيرأس إدارة أحد المؤتمرات العلمية في مجاله والذي سيقام السنة القادمة.

تحدثنا أيضا عن الحراك الذي تشهده جامعة الملك سعود في عهد مديرها الحالي الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان، وعن نشأة وتأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، واللتان لعلاقتي بهما أبديت اهتماما أكبر بما قاله. فقد تحدث عن وجهة نظره بخصوص سبل تفعيل البحث العلمي في جامعة الملك سعود، وكيف أنه من الصعب على الأساتذة الذين يعملون خارج السعودية ترك وظائفهم وحياتهم العلمية والعملية في أمريكا والعمل في جامعة الملك سعود، وذكر أن أحد الخيارات الأسهل وربما الأفضل في الفترة الحالية هو زيارة الأساتذة في الخارج لفصل أو سنة للجامعة وبدء البحث هناك ثم يستمر البحث من خلال التعاون والزيارات المتبادلة. وبخصوص جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية فقد أبدى حماسته لفكرة الجامعة وأشار أن أحد زملائه شاهد لها إعلانا في أحد المؤتمرات العلمية، وأضاف أن هذا يعكس حرص المسؤولين في الجامعة لاستقطاب الطلبة والأساتذة المتميزين.

فسألته لماذا لا يترك هو وظيفته في جامعته الحالية ويأتي للعمل في جامعة الملك سعود، خاصة وأنها تشهد حراكا لم تشهده من قبل وأن والديه مقيمان في الرياض. فقال أن الأمر غير متعلق بكون الراتب الذي سيأخذه أقل، فهو شخصيا مستعد للتنازل عن ذلك في مقابل خدمة وإفادة البلد، وليس الأمر متعلق بضعف البحث العلمي في الجامعة، وفهمت من حديثه أنه يعني أنه طالما أن الجامعة لديها الرغبة الصادقة في ذلك مع توفير الوسائل والإمكانيات اللازمة فإن لديه الاستعداد للمساهمة في رفع مستوى البحث العلمي.

ثم ذكر السبب في تردده في العمل في الجامعة. سبب تردده ليس لإدارة الجامعة حيلة فيه ..

السبب يرجع لنظام الإقامة والعمل لغير السعودي في السعودية، والذي يجعل الموظف حتى وإن كان أستاذا جامعيا مرتبطا بعقد سنوي وغير قادر حتى على تملك منزله [3]، ومقيد من ممارسة العمل التجاري.

ذكر لي وهو متأثر: هل يعقل أن أترك وظيفتي كأستاذ مشارك والتي لا أحد يستطيع أن يفصلني منها، وحياة كريمة هنا مع الجنسية (التي منحته إياها أمريكا ولم تمنحه إياها السعودية)، ثم أذهب إلى هناك؟ وما يزيد من تأثره في الموضوع هو أنه يعتبر السعودية بلده، وحتى من يقابله من الإخوة العرب لا يصدق في البداية أنه فلسطيني.

لم أناقشه في الموضوع ولم أملك حقيقة إلا تفهم وقبول رأيه.

ثم بين لي أن الجنسية ليست مطلبا في ذاتها، ولكنها هي الوسيلة الوحيدة للحصول على هذه الامتيازات، ووافقني أنه لو كان هناك في النظام السعودي ما يشبه بطاقة الإقامة الدائمة في أمريكا (أو ما يعرف بالجرين كارد) لحل الإشكال لديه، فهو يفهم الأبعاد السياسية لمنح الجنسيات، وأهم ما يريده هو وأمثاله أن يشعروا أن إقامتهم في السعودية دائمة كما لو أنها بلدهم، وأن تتوفر لهم كافة السبل العيش الكريم. وتذكروا أنه متردد بالعمل بالرغم من أنه ولد ونشأ وتربى ودرس في السعودية، فكيف بمن لم يكن كذلك، كيف يمكن لجامعاتنا استقطابه؟

ثم استمر في حديثه ومصارحته لي وكيف أن عمه والذي توفي قبل أشهر بسيطة رحمة الله عليه أسس وبنى مخبزا في حي الملز وذكر لي اسمه، وهذا المخبز معروف ومشهور في المنطقة خاصة في موسم شهر رمضان الفضيل، ورغم ذلك لم يحصل عمه على الجنسية، بل زاد فوق ذلك أنه سيزور السعودية الشهر القادم لأداء العمرة، وإشكاليته أنه يود زيارة والديه في الرياض ولكن تأشيرة العمرة لا تسمح له بزيارة الرياض، ورغم أنه رآهما قريبا إلا إن خاطره لا يطيب له أن يزور السعودية دون رؤيتهما، وذكر لي أن قد ينجح في استغفال موظف المطار إذا لبس الثوب والشماغ ليوهمه أن سعودي، أو يحاول سؤال مسؤول يستطيع مساعدته في تجاوز هذا الموضوع.

ولكنه رغم كل ما ذكر، فقد أبدى استعدادا للمجيء والعمل في الرياض، وهذا يشير لطيبة معدنه، ولكنه لا يريد ترك عمله الحالي وإلا هو متيقن من أن ظروف العمل في الجامعة التي سيعمل فيها ستوفر له الوقت والموارد التي يحتاجها لأداء أبحاثه بالشكل الذي يرضيه.

كان حديثي مع الدكتور ذا شجون، ولكننا اضطررنا للتوقف إذ كان يريد مراجعة ما أعده لمحاضرة أخرى سيلقيها في جامعة بوسطن غدا. وأوصلته بعدها للفندق وعدت إلى شقتي وأنا أفكر فيما سمعت ..

تعقيب: في اليوم التالي لنشر المقال في صحيفة الوطن اتصل بي معالي مدير جامعة الملك سعود أ.د. عبدالله العثمان من الرياض، وكنت وقتها ما زلت أدرس في بتسبرغ. تحدث معي الدكتور عبدالله في مكالمة مطولة عن اهتمامه باستقطاب العلماء المتميزين لجامعة الملك سعود وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة وتلبية متطلباتهم البحثية، كما طلب مني معلومات الدكتور الذي تحدثت عنه في المقال حتى يتواصل مكتبه معه، وفعلا تم التواصل وزار الدكتور الرياض عدة مرات وانخرط في عدد المشاريع البحثية والأعمال المشتركة.

[1] سبق الحديث عن شبكات الروبوت في يوميتي شبكات الروبوت.

[2] أصبح بمقدور غير السعودي تملك عقار في السعودية بعد صدور نظام تملك غير السعوديين للعقار واستثماره عام 1421 هـ.

اليومية القادمة: مشرفي وعلاقته بكامبريدج والقهوة العربية

الشبكات الخاصة الافتراضية Virtual Private Networks

في مقرر شبكات الاتصالات الذي أدرسه بقسم الهندسة الكهربائية أطلب من كل طالبين بحث موضوع في الشبكات لإلقاء عرض باوربوينت وكتابة مقال عن الموضوع باللغة العربية. بعد تسليم المقالات أعرض على أصحاب المقالات المميزة نشرها كمساهمة في زيادة المحتوى العربي على الإنترنت.
هذا المقال كتبه أحمد الميمان وعبدالكريم الذويب ونشر في موقع عالم التقنية على هذا الرابط. أترككم مع المقال.

 

 

الشبكات الخاصة الافتراضية Virtual Private Networks

500px Virtual Private Network overview.svg  الشبكات الخاصة الافتراضية Virtual Private Netowrks

 في ظل ثورة الاتصالات ازدادت حاجة المؤسسات والشركات إلى بناء الشبكات الخاصة لربط فروعها ببعضها من خلال قنوات اتصال خاصة تؤمن تبادل البيانات فيما بينها بموثوقية وأمان. ولكن بالنظر إلى الكفاءة المرجوة من إنشاء مثل هذه الشبكات الخاصة، يظهر بأنها غير مناسبة للتطبيق بشكل مطلق لأسباب تتعلق بالتكلفة المادية وتباعد أطراف الشبكة أو كثرتها أحيانًا. وللتغلب على مثل هذه الصعوبات مع المحافظة على الخصوصية برزت فكرة استخدام الشبكات العامة المتاحة -مثل شبكة الإنترنت- لربط الفروع والأطراف مع إضافة الحماية اللازمة للمعلومات أثناء انتقالها في تلك الشبكات العامة مما يمنع الآخرين من الاطلاع عليها. وهذا هو ما يعرف بمفهوم (الشبكات الخاصة الافتراضية VPN).

إن استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية VPN يوفر عدة مميزات، من أهمها قلة التكلفة اللازمة لإنشائها، حيث أن كل ما يلزم هو استخدام شبكة الإنترنت الموجودة والمتاحة مسبقًا بالإضافة إلى بعض البرمجيات للحماية دون الحاجة إلى مد توصيلات سلكية. كما أنها تتميز بسرعة إعدادها وإتاحة ميزة حرية التنقل للمستخدم دون عناء نقل أي عتاد. ومن الأمثلة العملية على ذلك الصلاحيات التي تعطى لبعض الموظفين حيث يتمكنون من إنجاز أعمالهم من مواقع خارج مقر العمل عن طريق الارتباط بشبكة المؤسسة أو الشركة من خلال شبكة افتراضية.

من الاستخدامات المبسطة للشبكات الافتراضية والمألوفة للمستخدم هو بروتوكول SSL حيث يعرف بظهور صورة قفل في المتصفح عند فتح المواقع المؤمنة (شكل.1). يشيع استخدام هذا النوع من الشبكات الخاصة الافتراضية في مواقع البنوك والبريد الإلكتروني أو البوابات الإلكترونية في حال الحاجة إلى توفير الحماية والخصوصية للاتصال مع المستخدم. بروتوكول الـ SSL هو عبارة عن إضافة برمجية لمتصفحات الإنترنت تسمح بالحصول على تبادل معلومات مؤمن بين الخادم والمستخدم. حيث يتم أولاً إصدار شهادة للمستخدم قبل البدء في إرسال المعلومات. هذه الشهادة تحتوي على معلومات لنظام التشفير المزمع استخدامه وتاريخ صلاحية لاستخدام الشهادة. بعد ذلك يتم تشفير المعلومات في السيرفر قبل إرسالها إلى المستخدم بما يتوافق مع معلومات الشهادة، التي يقوم المستخدم من خلالها أيضًا بفك التشفير والحصول على المعلومات. عملية التشفير المذكورة تتيح إمكانية الوصول إلى المعلومات لطرفين اثنين في الشبكة فقط الخادم والمستخدم. وتكون المعلومات غير معرفة لأي شخص متطفل أو مطلع على الشبكة. وبالنتيجة يحصل طرفا الاتصال على الخصوصية المرجوة في الشبكة العامة كما لو كانا الطرفين الوحيدين في الشبكة أو كانت شبكة خاصة.

vpn thumb الشبكات الخاصة الافتراضية Virtual Private Netowrks

الشكل.1:مثال على الاتصال المؤمن عبر الـ SSL في مواقع البريد الإلكتروني

وللحصول على حماية وخصوصية وتوافقية أكبر يتم استخدام نوع آخر من الشبكات الخاصة الافتراضية يعرف باسم IPSec. هذا النوع من الشبكات الخاصة الافتراضية يمكن استخدامه لحماية المعلومات الصادرة من جميع البرامج لدى المستخدم وليس محدودًا بالمعلومات المتبادلة في متصفح الإنترنت كما في النوع السابق. ويتم الاستفادة من هذا النوع في مهمتين رئيسيتين؛ الأولى في ربط فروع الشركات والمؤسسات من خلال شبكة الإنترنت ولكن بسرية وأمان حيث يتم تشفير المعلومات في كل طرف عند نقطة الـ VPN Gateway قبل إرسالها ومن ثم يتم استرجاعها في الطرف الآخر كما في الشكل.2. وهذه العملية تكون غير محسوسة للمستخدم، وتُظهِر الشبكتين على أنهما شبكة خاصة واحدة للمستخدم لا علاقة لها بالإنترنت.

vpn2 الشبكات الخاصة الافتراضية Virtual Private Netowrks

الشكل.2: عملية ربط شبكتين من خلال IPSec

المهمة الثانية التي يتم استخدام IPSec لها هي ربط مستخدمٍ ما بشبكة خاصة في مكان آخر من خلال الإنترنت كما في الشكل.3. ومن التطبيقات على ذلك، توفير الشبكة الافتراضية لموظف مسافر أو يقع خارج المكتب للاستفادة من خدمات شبكة الشركة من تفاصيل حسابات أو مخزون المستودعات وغير ذلك. ومن التطبيقات أيضًا إعطاء الصلاحيات لطالب جامعي بحيث يتمكن من الوصول إلى خدمات شبكة الجامعة بغض النظر عن مكان تواجده حتى يستفيد من محتويات مكتبة الجامعة أو بعض البرمجيات المرخصة والتي تكون متوفرة بشكل حصري للمستخدمين من داخل شبكة الجامعة. في مثل هذه الحالة، يُعطى المستخدم بعض التعليمات حتى يقوم بإعداد الشبكة على جهازه الشخصي قبل البدء بالاتصال بالشبكة حيث أن المستخدم في هذه الحالة لا يمتلك VPN Gateway.

vpn3 الشبكات الخاصة الافتراضية Virtual Private Netowrks

الشكل.3:ربط مستخدم بشبكة خاصة باستخدام IPSec

مما سبق يمكن إدراك حقيقة أهمية الشبكات الخاصة الافتراضية، وأنها منتشرة في تطبيقات وصور مختلفة قد لا يشعر بها المستخدم العادي في حين أنها موجودة وواسعة الاستخدام.

أحمد الميمان ، عبدالكريم الذويب

مرحبا بكم في الموقع الجديد لمدونتي

تم نقل كامل المدونة من الموقع القديم الذي كان تحت استضافة جامعة الملك سعود إلى موقع جديد يتيح مزيد من الخيارات

مع الشكر للصديق ماجد الفيفي على المساعدة

عنوان المدونة كما هو ولم يتغير htttp://www.assadhan.me

وسأبدأ قريبا باستكمال يوميات باحث في مهد الإنترنت إضافة لعدد آخر من التدوينات بإذن الله